الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة لكي لا تبور النسور

نشر في  05 فيفري 2014  (12:37)

آلم يسآل أحد منكم أين النسور، ليس هناك من خبر عنهم منذ أن قضوا على أحلامهم وأحلامنا ذات مساء في ياوندي. عندما نسترق السمع في كواليس الاتحاد التونسي يخيل لك أن الامور تطبخ على مهل للبحث عن ربان جديد ليخلف الهولندي كرول، شهران ونيف والمنتخب يقبع في رفوف الجامعة، جامعة تبدو مفرقة لم تقدر على حسم أمر المدرب الجديد. قيل لنا في البداية ان المدرب سيكون تونسيا لدواع مادية بحتة و- الفاهم يفهم - أن الحنفية كانت مُتعّمَدًا اغلاقها من قبل سلطة الاشراف، لكن المعني بالغلق خرج ولن يعود فلماذا لا تـُسَرّعوا قراراتكم حتى يخرج المنتخب من رفوف النسيان؟. اقتـُرحت خلال الاسبوع المنقضي مجموعة من الاسماء المحلية التي يبدو وبكل صراحة أنها لا تسمن من جوع، جربت حظها سابقا في المنتخب وحتى في مختلف الفئات العُمرية للمنتخبات وكان مصيرها الفشل، فشل هؤلاء في ذلك الحاضر، بل وهناك من حطم مستقبل مجموعات شابة وعجز عن التأهل لمسابقات قارية، فكيف لكم أن تسلموه مقاليد طموح شعب؟. أمّا - زميمهم – فهو يطمح حسب الأخبار الى مسك زمام الامور من جديد؟ لم يكفه الدرس بعد أن سجل التاريخ اسمه بسبعة أهداف كاملة عام 86 ثم نوّم وارقد شعبا كاملا منذ الساعة السابعة مساء في 26 مارس 1994 أمام مالي مع بعض التجارب الأخرى التي لا تكفي ليبعث الروح من جديد في نسور نتف ريشها بالكامل. الحل يا سادتي الكرام وللأسف تبقى عقدة الأجنبي، المدرب الأجنبي شاء من شاء وآبى من آبى على الاقل في كرة القدم، سيرمي وراء ظهره جميع المتدخلين بطبيعة الحال اذا كان من أصحاب الشخصيات القوية ولن يتأثر لا بزيد ولا عمر ولا بهاتف الوزير ولا بـ «الغفير»، يحسن اختيار اللاعبين ولا تخترق مخيلته جدلية التونسي المحلي ولا القادم من وراء البحار، وعندما تأتيك أيضا من بين الكواليس بعض الأسماء التي تعرض نفسها لتدريب المنتخب فإن الأمر يصبح نوعا ما متاحا اذا توفرت الرغبة بين المتُعَاقِد والمُتعَاقـَدِ معه. مع تقدم الأيام وتقادم قضية المنتخب وحين ترى عروض المباريات الودية التي تقدمها المنتخبات المتاهلة لكأس العالم لخوض مباريات مع نسور قرطاج، يجب ان يأخذ الأمر على محمل الجد، لكي لا تكون مباريات كوريا وروسيا وبلجيكا فسحة للاسم المقترح الجديد، هكذا يجب على أهل الجامعة ان يتصرفوا وبسرعة ويحسموا أمرهم في خصوص المدرب الجديد. تعللتم سابقا بأن الوزير كان حجر عثرة أمامكم بل ووضع جميع العراقيل لكي ينغص عليكم فترتكم النيابية، طيب، الآن خرج المعني بالأمر غير مأسوف عليه من قبلكم، لكنكم لم تحركوا ساكنا ولو بخبر ولا بقرار، فماذا تنتظرون؟ هل حتى تلفظ الكرة آخر انفسها في تونس ؟ يا جامعتنا الموقّرة.. في انتظار أن نكتفي الى الصائفة المقبلة بمتابعة كأس العالم وماجاورها من بطولات أخرى نرجو أن تشحذوا هممنا باختيار صحيح هذه المرّة يعطينا أملا بالنجاح، فقط ملاحظة: الشخص المحترف يتطلب معلومًا لقاء جهده على يمينكم «حليلوزيتش» وعلى يساركم «كيلمنتي»، كلاهما اسم كبير في عالم الكرة وكلاهما يتطلب موازنات معينة،هذه هي الطريق على ما يبدو ولكم الاختيار : شبح الخيبة وراءكم والتعاقد مع اسم كبير أمامكم: فآين المفر؟
بقلم: نزار الأكحل